
يحاول ملالي طهران وأذنابهم تسويق مسميات جديدة للحرب في اليمن، ومنها عنوان “الطائفية”، في محاولة لاستنهاض القبائل الموالية لهم التي بدأت تفر وتأوي إلي من يعصمها، تلك المسميات والدعوات ما هي الا شهقة احتضار يتردّد صداها في جبال صعدة؛ معقل الحوثيين وتبدّدها تكبيرات قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
فقد خرجت القيادات الطائفية العربية الموالية لطهران؛ بل التي تعمل كأذرع تنفيذية لمشاريع إيران في المنطقة العربية، بتقليعة سياسية جديدة تحاول عبرها إخراج العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن من مسارها المرسوم بالحديث عن حرب كراهية ضدّ اذناب الفرس في اليمن.
هذه المحاولة اليائسة، دشّنها رئيس دولة الملالي حسن روحاني؛ في سبتمبر من منصة جمعية الأمم المتحدة العامة وكرّرها الأيام الماضية خلال مشاركته في فعالية دولية في إفريقيا؛ نُظمت أخيراً، واختار لها مناسبة طائفية لتسويقها فكان يوم عاشوراء هو الموعد المناسب.
وبعد روحاني؛ تلقف عمار الحكيم؛ من العراق هذه التقليعة الجديدة، ونثرها على أتباعه في تجمعاتهم الطائفية وزاد عليها مصطلح الحقد واتهام المملكة العربية السعودية بشن حرب كراهية في اليمن، وهو هنا يعيد نضح ما قاله سيده الأكبر في طهران حسن روحاني.
وليس بعيداً، ومن ضاحية بيروت، تنمر زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، وهدّد وندّد وأعاد المصطلحات ذاتها عن حرب الكراهية في اليمن، وأضاف لذلك إخراج تظاهرات طائفية مناصره للانقلابيين في اليمن من أجل شد أزرهم؛ خصوصاً بعد انهيارات جبهاتهم وفتح جبهة جديدة للمقاومة في صعدة معقل الانقلابيين.
ورابعهم خرج زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي؛ ليتغنى بذات المقطوعة متحدثاً عن الكراهية ويداه تقطران دماً من أجساد ضحايا ميليشياته في محافظات اليمن حقداً وكراهية وطائفية مقيتة نضحت بها لسانه في حديثه عن يزيد ومعاوية، واعتبار أن كل مَن يقف ضدّ الانقلاب يزيدياً يستحق القتل والتنكيل.
هذه المحاولات الموجّهة نحو تحويل الحرب في اليمن إلى حرب بنكهة طائفية برزت؛ بعد أن بدأت قبضة الجيش الوطني والتحالف تطرق أبواب صعدة بعد أن كان الحوثيون ومعهم سادتهم ملالي ايران يعتقدون أن صعدة محمية بعمران صنعاء، وأن هناك جدراناً سميكة تفصلها عن التحالف.
قوات التحالف العربي التي تعمل بخطط عسكرية، وقتالية متطورة ومحكمة، وجيش وطني مجهز لفتح جبهة صعدة كضربة موجعة للمشروع الإيراني في اليمن، في المقابل حاول سادة طهران نقل المعركة إلى خارج جغرافيا أنصارهم الحوثيين بالدعم السخي عسكرياً والخبرات الميدانية ولم يكن في حساباتهم أن صعدة؛ معقل الانقلاب وعاصمة المشروع الفارسي في اليمن، ستكون عُرضة لهجوم بري كاسح وعملية عسكرية فعالة أسقطت اثنين من ألوية الانقلابيين في أقل من عشرة أيام من بدء المعركة إضافة إلى السيطرة الميدانية على مواقع وتحصينات الانقلابيين في صعدة.
عويل المرجعيات وصراخهم مبرر لأنهم سيخسرون إحدى عواصمهم المهمة جغرافياً ومذهبياً؛ فصعدة هي معقل الفكر الطائفي الذي حوّلته “الحوثية” من زيدي متسامح إلى اثني عشري محكوم بمرجعيات تتحرّك وفق أجندة سياسية وتستخدم ورقة الدين والطائفة لاستغلال الجماعات الغبية الباحثة عن دور ولو على حساب كرامتها ومعتقدها ووطنها.
الحرب في اليمن تجري وفق شرعية ونظام دولي واضح، وهي الشرعية الدولية الممثلة في قرارات مجلس الأمن، والشرعية الوطنية ممثلة بالرئيس هادي؛ وليس وفق ما يراه ملالي طهران وأذنابهم بحرب طائفية.